الاثنين، 19 نوفمبر 2012

مراحل نشأة القانون او التشريع الاسلامي


لقد الانسان في خلال تطوره بعدة مراحل فقد انتقل من وضعية الى اخرى ومن حالة  وقد تجسدت هذه التطورات في مراحل اربعة وهي:
مرحلة الالتقاط: كان فيها الانسان يبحث عن طعامه وقوت يومه  من الاشجار واوراقها.
مرحلة الصيد والقنص : تعلم فيها الانسان فنون الصيد وتربية المواشي.
مرحلة الزراعة: ارتبط فيها الانسان فيها بالأرض قام بزراعتها واستغلالها.
مرحلة التجارة والصناعة :  في هذه المرحلة  تمركز غالبية السكان في المدن الصناعية والتجارية الكبرى، معلوم ان الانسان اجتماعي بطبعه فهو دائما في حاجة الى غيره من اجل تلبية حاجاته الضرورية، لذلك بدأت المصالح تتضارب والأطماع تتوسع وبدأ قانون الغاب يسيطر فأصبحت الحاجة ماسة والضرورة ملحة الى قانون يعمل على تنظيم  سلوك هؤلاء الافراد ,فجاءت الشريعة الاسلامية  كبديل لتلك الوضعية التي كان فيها حق الضعيف مهضوما  ولتحرر الانسان وتدله على الطريق القويم الذي من شأنه ان يحد من هذه النزاعات .
الفصل الاول :نشأة القانون او التشريع الاسلامي ومصادره 
الفرع الاول :مراحل تطور الشريعة الاسلامية.
لقد مر التشريع الاسلامية بمراحل خمسة خلال تطوره وهي:
مرحلة النشأة: ابتدأت هذه المرحلة منذ بداية نزول الوحي على النبي صلى الله عليع وسلم وتمثل هذه المرحلة أهم المراحل التاريخية لان نصوص القرآن والسنة التي وردت فيها تمثل المصدر الدائم والمحور الثابت للفكر التشريعي الاسلامي, وتنقسم الشريعة الاسلامية في هذه المرحلة الى حقبتين تاريخيتين متكاملتين هما:
       الحقبة المكية: ابتدات مع بداية الرسالة وانتهت مع بداية الهجرة النبوية ومدتها تزيد عن 12 سنة وتهدف الى الاقناع بمبادئ الدين الاسلامي الجديد اي تركز على قضايا العقيدة والايمان.
      الحقبة المدنية:  ابتدات مع بداية الهجرة وانتهت بوفاة الرسول (ص)ودامت ازيد من9 سنوات ومن اهم الخصائص الموضوعية  للأيات القرانية تناولها للأحكام التشريعية المنظمة لحياة المسلمين من زواج وطلاق وارث وغيرها من الاحكام.
مرحلة التأسيس: في هذه المرحلة بدا الفقه الاسلامي بالنمو والاتساع عن طريق الاجتهاد الذي ولد لنا احكاما جديدة ملائمة لروح العصر ويشمل هذا التطور عصرين :عصر الصحابة الى عصر الائمة المجتهدين. فقد ظهرت مصادر تشريعية جديدة كالاستحسان والمصلحة المرسلة وغيرها من المصادر التبعية.
ومن مميزات هذه المرحلة :
ظهور منهج تشريعي متكامل المعالم يعبر عن رؤية  ناضجة لما تدل عليه النصوص وتتجسد هذه الرؤية في فهم النصوص في اطار مقاصدها والجمع بين النص وروحه.
ظهور مدارس فكرية في العصرالاموي مختلفة في منهجها متأثرة بظروف ببيئتها وهي:
مدرسة الحديث بالمدينة: نشأت بسبب توافرالسنة منهجها تعتمد الحديث وتقبل خبرالاحاد.
 مدرسة الرأي بالكوفة: نشات بسبب حركة الوضع في الحديث منهجها تعتمد الراي ترفض خبر الاحاد تفترض الوقائع وتوسع من دائرة الاباحة.
ج- ازدهار حركة التدوين في العصر العباسي ومن مظاهره:
ظهور الائمة المجتهدين الذين يتمتعون بقدرات عقلية وفكرية واسعة جعلتهم اكثر جرأة على الاجتهاد واكثر مرونة في فهم النصوص وعلى رأسهم الائمة الاربعة :ا بو حنيفة النعمان, مالك ابن انس, محمد ابن ادريس الشافعي, احمد ابن حنبل.
اتساع حركة التدوين في كل فروع العلم :ظهر في الحديث موطأ  الامام مالك وكتب الصحاح الستة, وفي الاصول كتاب الشافعي وغيرها من الكتب.
مرحلة  ازدهار الفقه المذهبي: امتدت هذه المرحلة قرابة قرنين من الزمن( من 250الى 450)، في هذه الفترة نشط الفقه المذهبي واصبح الفقيه فيه مقيدا بحدود المذهب في اجتهاده. ومن ابرز ملامح هذه المرحل:
ازدهار التاليف والتدوين والتخصص في العلوم فقد ظهر في التفسير كتاب تفسير القران لابي جعفر الطبري، وفي الحديث كتاب لسان الميزان لابن حجر العسقلاني.
ازدهار علم اصول الفقه الذي يبحث عن القواعد التتي يتوصل بها الى استنباط الاحكام الشرعية العملية من  ادلتها التفصيلية.
انتشار ظاهرة التقليد في القضاء :فقد كان الخلفاء يختارون القضاة المقلدين ليقيدوهم بمذهب معين وذلك من اجل ضمان استقرار القصاء ووحدة الاقضية فنتج عن ذلك تقيد كل اقليم بمذهب  المالكي في المغرب والحنفي بالعراق والشافعي بمصر والحنبلي بالحجاز.
مرحلة التقليد والجمود والركود: بدأت هذه المرحلة من نهاية القرن الرابع الى سقوط بغداد سنة 656 هـ اكتفى العلماء في هذه المرحلة بالتلخيص والايجاز بدل التأليف والاضافة، واغلاق باب الاجتهاد وشيوع المناظرات المذهبية وازدهار المسائل الخلافية بين العلماء، وضعف الدولة العباسية  بحث ان السلاطين ما عادوا يهتمون بالعلم والعلماء بل  اصبحوا يركزون على التقاتل فيما بينهم على الحكم مما ادى الى ظهور عدة دويلات متحاربة فيما بينها.
مرحلة النهضة في العصر الحيث:ان الشريعة الاسلامية سماوية المصدر فهي صالحة لكل زمان ومكان  ولا يمكن لأي قانون وضعي كيف ما كان نوعه ان يجاريها، لكن الامة الاسلامي اليوم هي في حاجة ماسة الى تضافر الجهود من اجل العمل على تقنين الشريعة الاسلامية لكي تنسجم مع متطلبات العصر فالتمسك بالمصادر الاصلية والثوابت الشرعية من شأنه ان يحقق الهدف المنشود وهو انتعاش النشاط الاقتصادي وتقدم المجتمع.
                                                                             الكاتب: عبد الغفور الخرازي طالب بالكلية المتعددة التخصصات تطوان

ليست هناك تعليقات

© جميع الحقوق محفوظة صفحات قانونية 2020 - حقوق الطبع والنشر | الناشر صفحات قانونية | سياسة الخصوصية