الخميس، 29 نوفمبر 2012

علاقة السلطة بالمسؤولية


          لقد خلق الله البشر ليكونوا شعوبا وقبائل فلم يشأ ان يعيشوا فرادى، ومن ثم لا يستطيع اي انسان كيفما كان شكله العيش وحيدا منعزلا عن الجماعة بكيفية كلية ، بل لابد له من الانخراط في الجماعة ليستفيد من خدمات غيره ن الافراد الذين يكونون معه هذا المجتمع، وعليه من المستحل حسب "ارسطو" ان يحقق الانسان السعادة حتى ولو كانت نسبية دون ربط علاقات اجتماعية تسمح له بان يحقق ذاته وغايته، لذلك فالإنسان لن يتمكن من مواصلة الحياة بمفرده ولن يستطيع ارضاء جميع رغباته ومتطلباته المادية والمعنوية، دون التعاون مع كافة اطياف الجماعة التي ينتمي اليها بل ان تضافر الجهود امر ضروري لمقاومة العراقيل التي تعترض له في الحياة.
غير ان هذا الانخراط والتواصل في المجتمع يولد لنا تضاربا في المصالح وسعي كل فرد نحو امتلاك السلطة باعتبارها الوسيلة التي تخول له فعل الامور التي لم يتمكن من فعلها بدون هذه الوسيلة، فالفرد يظن ان امتلاك السلطة يجعله يسمو على باقي الافراد ويجعلهم تحت رايته، لكن هذه السلطة تكون دائما مقترنة بالمسؤولية ولا بد  للذي يمتلك السلطة من قدرته على ادارة الجماعة التي تنضوي  تحت دائرته التحكمية، فمن هنا يتبن لنا التلازم القائم بين السلطة والمسؤولية ، فالإسلام باعتباره نظاما ومنهاجا متكامل المعالم  يعبر عن رؤية ناضجة تجمع بين كلا الوظيفتين السلطة والمسؤولية. لذا فما المقصود بمفهومي السلطة والمسؤولية؟ وهل يمكنا الحديث عن نموذج يجمع بين كلا المفهومين؟ اين تنتهي السلطة وتبتدأ المسؤولية؟ وهل يمكننا عزل السلطة عن المسؤولية؟ وماذا تعني كلمة المسؤولية في الاسلام؟
للإجابة عن التساؤل المطروح سنتناول في الباب الاول مفهوم المسؤولية في المجال الديني، وسننتقل للحديث عن انواع المسؤولية (المطلب الاول) وسننتقل الى الحديث عن تلازم السلطة والمسؤولية(المبحث الاول).
ان مفهوم المسؤولية في الاسلام هو مجموعة من المبادئ حيث يقوم على عدة اركان منها المفهوم الاخلاقي الذي يتطلب ان تكون االمسؤولية متوافقة مع المبادئ الاخلاقية، بحيث تؤدي الى خلق مبادئ جديدة تساعد على تنمية روح الولاء  لتحقيق الاهداف والقدرة على تحمل المسؤولية على المعرفة بالجوانب.
abdelghafour19.blogspot.com 

ليست هناك تعليقات

© جميع الحقوق محفوظة صفحات قانونية 2020 - حقوق الطبع والنشر | الناشر صفحات قانونية | سياسة الخصوصية