الاثنين، 10 ديسمبر 2012

وظيفة التربية الحديثة ومدى قدرتها على بناء الجيل الصاعد

     تعتبر التربية منبع كل نهضة عرفها التاريخ، لايمكن لاين كان ان يقفز بالمجتمع في غمار تحولات جوهرية، دون الاستعانة بالفعل التربوي، فالتربية اذن هي صمام الدفع الى الأمام نحو استشراف المستقبل .
لقد باتت التربية تلعب الدور الاساس والمحور الدائم في صنع وتكوين ما يسمى اليوم  بالرأس المال البشري اي ثروة المعلومات و المعرفة، اذن فتقدم المجتمع رهين بمدى قدرة العقل على التفكير والابداع وهذا ما تتكلف التربية بإنجازه.
يمكننا القول بان الفعل الحضاري لابد ان يكتسي صبغة تربوية بإعتبار التربية الوسيلة الوحيدة المكونة للوعي في صورته الخلاقة ، فهناك ضرورة ملحة الى اقحام التربية في المشاريع النهضوية الحديثة نظرا لأهميتها في بناء الوعي الجماهيري الذي ينسجم والتحديات التاريخية التي تهدد مصيرنا .
اليوم نحن في حاجة ماسة الى تربية تعتمد المنطق العلمي، منهجها الابداع ووسيلتها الحوار، وغايتها ترسيخ قيم اليمقراطية ،تربية تساير تطورات العصر ، تعتمد الاسلوب العلمي العقلاني الناقد الذي يرمي الى نشر قيم التعازن والتكامل، بدل التشبث بالتربية التقليدية التي تولد الجمود والانغلاق ولا تجدي نفعا للمجتمع ولا البشرية.
ان واقعنا يفرض علينا العمل على بناء العقل العلمي لدى الناشئة ، واقعنا يحتم علينا اعتماد الاسسالمنهجية للتفكير الحر الذي يعتبر الاختلاف مبدأ الوجود و التطابق هو استثناء مستحيل، بمعنى ان الواجب ابداع منهج متكامل المعالم يعبر عن رؤية واضحة، تمكننا ن تحققيق الغاية المنشودة وهي الابتكار والانطلاق نحو مجتمع يؤمن بان التربية هي الخلية الاساس والمحرك الرئيسي في بناء الفكر والثقافة  بل وصنع الحضارة والتاريخ. 

ليست هناك تعليقات

© جميع الحقوق محفوظة صفحات قانونية 2020 - حقوق الطبع والنشر | الناشر صفحات قانونية | سياسة الخصوصية