للتعرف على العلاقة القائمة بين الدين
والسياسية سنبدأ اولا بتحديد مدلول كل منهما: فالدين هو عبارة عن مجموعة من القوانين
والتشريعات الحياتية التي تحكم جميع أبعاد الحياة الشخصية والاجتماعية والمادية
والمعنوية للبشر. أما السياسة فهي تدبير وإدارة الشئون الحياتية للفرد والمجتمع في
المجالات المختلفة, اذن فماهي طبيعة العلاقة بين الدين والسياسة؟
ان العلاقة بين الديني والسياسي عرفت حركة مد وجزر، إذ ظلت هذه العلاقة في فترات
معينة تتسم بصفة التماهي والتكامل وبات الزعيم السياسي هو زعيم ديني في نفس الوقت،
يجمع بين الوظيفتين الزمنية والروحية وفي فترات أخرى ستعرف العلاقة بين الديني
والسياسي انفصالا، إذ سيخضع المجال السياسي لعقد اجتماعي يتم إبرامه بين مختلف
أطراف المجتمع
بالموازاة مع ذلك، فإن العلاقة بين الديني والسياسي في
التاريخ الإسلامي عرفت انسجاما فقد لعب
الدين الإسلامي سواء على المستوى السياسي أو المجتمعي دورا حيويا في سيرورة الدول
خلال فترات طويلة وفي ظل هذا الوضع، بات
التداخل بين الديني والسياسي داخل النسق السياسي صورة نمطية مألوفة بحيث اضحى الفصل بين ما هو سياسي وما هو دين بالصعوبة ما كان.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق