الجمعة، 11 يناير 2013

الاجتهاد: تعريفه وشروطه

الاجتهاد في اللغة هو: مشتق من مادة(ج هـ د) بمعنى بذل الجهد والطاقة اي استفراغ الوسع والطاقة في اي فعل، اما في اصطلاح الاصوليين الاجتهاد هو:( بذل المجتهد وسعه في طلب الحكم الشرعي بطريق الاستنباط.
شروط الاجتهاد: لكي يكون الشخص اهلا للاجتهاد يشترط فيه اجمالا شروطا ومنها:
1- العلم بالقرآن الكريم : لانه اصل الاصول ومرجع كل دليل، فلا بد للمجتهد ان يعرف جميع اياته معرفة اجمالية، ويعرف ايات احكامه معرفة تفصيلية، لان من هذه الايات تستنبط الاحكام الشرعية العلمية ، ولا يلزم المجتهد حفظ آيات الاحكام بل يكفيه ان يعرف موضعها من الكتاب حتى يسهل عليه الرجوع اليها عند الحاجة، ومما يلزم المجتهد معرفته في آيات الاحكام الناسخ والمنسوخ ، معرفة اسباب نزول الايات ,,,,,,, وقد اعتنى العلماء بآيات الاحكام في القرآن الكريم فصنفوا فيها عدة كتب منها كتاب لابي بكر القاضي بن العربي(543)" احكام القرآن"وكتاب " الجامع لاحكام القرآن"  للقرطبي (761) 
2- العلم بالسنة النبوية: يلزم المجتهد معرفة صحيح السنة من ضعيفها، وحال رواتها، ومدى عدالتهم وضبطهم وورعهم وفقههم، ويعرف متواتر السنة من آحادها، وان يعرف معاني الأحاديث و اسباب ورودها، وناسخ السنة ومنسوخها، وقواعد الترجيح فيما بينها.
3- المعرفة بعلم اصول الفقه: لانه به يعرف ادلة الشرع وترتيبها، وطرق استنباط الاحكام منها، واوجه دلالة الالفاظ على معانيها ومراتب هذه الدلالات، فيكون على بينة مما يقدم وما يؤخر عند التعارض كما به يعرف قواعد الترجيح بين الادلة.
4- المعرفة باللغة العربية وعلومها: على المجتهد ان يعرف اللغة العربية على وجه يتمكن به من فهم خطاب العرب، ومعاني مفردات كلامهم و اساليبهم في التعبير، وات يتعلم اللغة العربية بصرفها ونحوها وبلاغتها، وانما كان تعلم اللغة العربية ضروريا لان نصوص الشريعة وردت بلسان عربي فلا يمكن فهمها واستفادة الاحكام منها الا بمعرفة اللسان العربي على نحو جيد، خصوصا وان هذه النصوص وردت غاية في البلاغة،زالفصاحة والبين.
5- المعرفة بمواضع الاجماع: يلزم المجتهد معرفة مواضع الاجماع حتى يكون على بينة منها، حتى لا يخالفها في المسائل التي يتصدى للبحث عن حكمها، لان الاجماع الصريح قطعي الدلالة على حكمه لا يجوز نقضه بالاجتهاد.
6- المعرفة بمقاصد الشريعة وعلل الاحكام ومصالح الناس: حتى يتمكن المجتهد من استنباط الاحكام غير المنصوص عليها، بطريقة القياس ان وجد جامع بين الاصل والفرع، او عن طريق مقاصد الشريعة مراعاة لمصالح الخلق بجلب المنافع لهم ودرء المفاسد عنهم.
7- المعرفة بواقع الناس واحوالهم: والمقصود به ان يكون المجتهد مطلعا وملما بأحوال المجتمع المتمثل في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للناس. بحيث يكون عارفا بالنوازل والوقائع والاحداث المستجدة في عصره سواء تلك المتعلقة بثورة الاتصال والاعلام او تلك المتعلقة بالتطور العلمي الكبير او تلك المتعلقة بالتحولات الكبرى في المعاملات الصناعية والتجارية كما يجب عليه تقصي احوال الناس لانهم هم المكلفون بتنفيذ الاحكام الاجتهادية التي يتوصل اليها وهم مختلفون فيهم الفقير والغني والقوي والضعيف.

ليست هناك تعليقات

© جميع الحقوق محفوظة صفحات قانونية 2020 - حقوق الطبع والنشر | الناشر صفحات قانونية | سياسة الخصوصية