الأربعاء، 18 فبراير 2015

العوامل الخارجية المؤثرة في السلوك الاجرامي

    إن ظاهرة الإجرام كما تتأثر بالعوامل الداخلية تتأثر بالعوامل الخارجية التي لها علاقة بالمحيط الخارجي من ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية .
العوامل السياسية : فإذا رأيت دولة ناجحة في سياستها التشريعية والقضائية والتعليمية والصحية ومحاربة الأمية والإجرام فاعلم علم اليقين أن نظامها السياسي بخير، أما إذا رأيت خللا في النظام العام فلا تستغرب إذا استفحلت ظاهرة الإجرام، لان الدكتاتورية تولد الظلم والظلم يولد الضغط والضعط يولد الانفجا.

 العوامل الاقتصادية : إن الأسباب الاقتصادية تؤدي إلى جرائم السرقة، والنصب ، وخيانة الأمانة،  وإصدار شيك بدون رصيد، وانتزاع عقار من حيازة الغير، والفساد والخيانة والقتل،  والتهديد بالاعتداء والنسب، وغير ذلك من الجرائم التي تكون نتيجة الأوضاع الاقتصادية .
لكن السؤال الذي يطرح هل الجريمة ترتكب من طرف الغني ام من طرف الفقير؟
الحقيقة أن الجريمة تقترف من طرف الفقير والغني على حد سواء لكن درجتها والظروف الملابسة لها تختلف، فسرق الفقير متمثلة في سرقة الخبز والبيض والمعطاف والحذاء والدجاج وفي أرقى الأحوال الهواتف والحواسب الالكترونية، في مقابل ذلك فالغني يعمد إلى سرقة أصوات الناخبين وأموال المؤسسات العمومية  والمال العام.
وقد نكون أمام جرائم الفساد والخيانة الزوجية والاغتصاب وزنا المحارم التي قد يرتكبها الفقراء، كما قد يرتكبها الأغنياءلكن في إطار ما  يسمى بالدعارة الراقية.

 العوامل الثقافية : إن العوامل الثقافية تتمثل في مجموعة من القيم والمثل العليا الأخلاقية والدينية والمعرفية .
وإذا كان الطفل يولد على فطرة فالتعليم اثر في توجيهه ولوسائل الإعلام وقع على شخصيته، فأين يتجلى هذا التأثير أو الوقع على الطفل الذي يعتبر ورقة بيضاء يمكن أن تكتب فيها ما شئت عن طريق التربية وهو ما نعالجه في الفقرتين :
الفقرة الاولى التعليم : إن التعليم سلاح ذو حدين يمكن استعماله للبناء والتشييد وبناء أسس تربوية ومناهج تقويمية ناجحة ومفيدة ويمكن استخدامه للهدم والتقويض إذا بني بنيانا هشا أساسه الغش والخداع وخيانة الأمانة وعلى كل أب مسؤول أن يربى ولده بتعاون مع المدرسة ليكون عضوا صالحا في المجتمع وهنا يستفيد ويستفيد .

الفقرة الثانية وسائل الاعلام  : إن الإعلام سواء كان مرئيا أو مسموعا أو مكتوبا يشكل ثورة خطيرة في عالم التكنولوجيا فهو ضيف ثابت في البيوت بخلاف الضيف العادي الذي له حق الضيافة في ثلاثة أيام فالإعلام يشكل مدرسة مهمة في تكوين الأجيال من خلال البرامج الهادفة والندوات الفاعلة في تهذيب النفوس وتنوير العقول،لكن في المقابل وأمام الفضاءات الواسعة والفضائيات التي تغطي كل بقاع العالم قد يكون لبعض المشاهد والمسلسلات تأثير على سلوك الأطفال والشباب نحو الانحراف والإجرام بل حتى تشجيع بعض المجرمين على تصحيح أخطائهم في عالم الإجرام لكي لا يقعوا في قبضة العدالة. 

ليست هناك تعليقات

© جميع الحقوق محفوظة صفحات قانونية 2020 - حقوق الطبع والنشر | الناشر صفحات قانونية | سياسة الخصوصية